إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
139788 مشاهدة print word pdf
line-top
ذكر خلق ميكائيل عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمه الله تعالى- ذكر ميكائيل عليه السلام والطيران وعظم خلقه وما وكل به.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط قال: يدبر الأمور أربعة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت صلى الله على نبينا وعليهم وسلم فجبريل على الريح والجنود وميكائيل على القطر والنبات وملك الموت يقبض الأرواح وإسرافيل يبلغهم ما يؤمرون بهم.
قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب قال: حدثنا علي بن عمرو بن أبي هبيرة الأنصاري قال: حدثنا يحيى بن سعيد القرشي عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطية عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبريل عن يمينه وميكائيل عن الأخرى .
قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن أبيه عن عبد الرحمن بن سابط -رحمه الله تعالى- قال: يدبر الدنيا والأمر أربعة أملاك: فجبريل على الريح والجنود وميكائيل على القطر والنبات وملك الموت على الأنفس وكل هؤلاء ترفع إلى إسرافيل.
قال: حدثنا الوليد بن أبان قال: حدثنا محمد بن إدريس قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح أن عبد القاهر حدثه عن صالح بن أبي عمران أنه قال: جبريل أمين الله إلى رسله وميكائيل يتلقى الكتب التي ترفع من أعمال الناس وإسرافيل بمنزلة الحاجب.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أسيد بن عاصم قال: حدثنا سعيد عن ابن عامر عن معتمر بن سليمان عن مسلم بن خالد عن عكرمة بن خالد أن رجلا قال: يا رسول الله أي الخلق أكرم على الله؟ قال: لا أدري فجاءه جبريل فقال يا جبريل أي الخلق أكرم على الله؟ قال: لا أدري فعرج جبريل ثم هبط فقال أكرم الخلق على الله جبريل و ميكائيل و إسرافيل وملك الموت عليهم السلام فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت وكل ورقة تسقط وأما ملك الموت فهو موكل بقبض كل روح عبد في بر أو بحر وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال: حدثنا عبد العزيز بن موسى قال: حدثنا سيف عن الأحوص بن حكيم عن أبيه وعبد الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالا قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب الخلق إلى الله عز وجل جبريل وميكائيل و إسرافيل وهم منه مسيرة خمسين ألف سنة جبريل عن يمينه وميكائيل عن الأخرى وإسرافيل بينهما
قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا عيسى بن خالد الحمصي قال: حدثنا أبو اليمان عن إسماعيل عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: قال لي علي بن الحسن هل تدري ما اسم جبريل من أسمائكم قلت: لا قال: عبد الله واسم ميكائيل عبيد الله وكل شيء رجع إلى إيل فهو معبد لله عز وجل.
قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا وهب بن زمعة قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز بن أبي رواد -رحمه الله تعالى- قال: نظر الله تبارك وتعالى إلى جبريل و ميكائيل وهما يبكيان فقال الله عز وجل -وهو أعلم- ما يبكيكما وقد علمتما أني لا أجور فقالا: يا رب إنا لا نأمن مكرك فقال الله تبارك وتعالى: هكذا فافعلا فإنه لا يأمن مكري إلا كل خاسر.
قال: حدثنا العباس بن أحمد الشامي قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلي قال: سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل: ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط قال: ما ضحك النار .

line-bottom